مهارات في التعامل مع الأطفال

1. ملخص دورة: مهارات في التعامل مع الأطفال
   
   المدرب : الدكتور ملهم زهير الحراكي
   أخصائي الطب النفسي والعلاج النفسي للأطفال والمراهقين
   
   مقدمة الدورة: لعلك حضرت الدورة ....
   في حيرةٍ ما بعدها حيرة مع أطفالك وسلوكياتهم المزعجة ...
   أو لديك حرصٌ كبير على أن يكون أطفالك مبدعين ومميزين ...
   هذه الدورة هي الخطوة المهمة لكل ذلك ....
   
   هكذا الأطفال لغز وكنز ...
   لغزٌ :::: تعلم كيف تفهمه لتحله ..
   كنزٌ :::: تعلم كيف تستثمره وتستمتع به ، ليستمتع الأطفال بك ..
   كل ذلك من خلال مهارات مبسطة سهلة وعملية ومتكاملة ...
   ولكنها ليست كافية !!!! ؟
   فالتربية مشروعٌ كبير يحتاج لإعدادٍ كبير
   
   أخي المربي أختي المربية:
   إن السنوات الأولى من عمر الطفل هي أخطر مرحلة من مراحل تربية الطفل. هي مرحلة تأسيس الهيكل النفسي لشخصية الطفل أو قالب الشخصية، هذا الهيكل يكسا بعد ذلك ويضاف عليه سلوكيات وسمات أخرى. فإذا كان الهيكل قوياً فإن الطفل يعيش منتصباً قويماً يقدر أن يدير حياته بإبداع، ومن كان هيكله مهلهلاً فإن الطفل سيهوي في وديان العجز النفسي.
   
   أخي المربي أختي المربية:
   الطفل ليس مجرد معدة يجب أن نطعمه ، أو عقل يجب ان نحشر فيه المعلومات ، إن للطفل روح ونفس وقلب وجسد وشخصية تنمو وتتكامل وجب أن نعتني بها جميعاً.
   
   أخي المربي أختي المربية:
   إن الطفل - ومن وجهة نفسية - هو جزء من علاقة مثلثة مع الأب والأم ، فنفسيته وسلوكه وأفكاره تتأثر بعلاقته مع أمه وأبيه وعلاقة أبويه فيما بينهما ، وكأنه مع أبويه نفسٌ واحدة.
   سلوك الطفل:
   
   يجب أن يُقيّم سلوكه وتصرفاته في ثلاثة مجتمعات وهي: البيت والمدرسة و في سواهما ( عند الأقارب ، في المطعم .. ).
   ويتحدد سلوك الطفل بالعوامل التالية:
   • هل يوجد مرض صحي عند الطفل ؟
   • ما مدى التأذي الحاصل من هذا السلوك على صعيد الطفل أو أسرته او مدرسته؟
   • ما هي الحالة الأسرية ؟
   • ماهي البيئة الاجتماعية الذي نشأ فيها الطفل ؟
   • ما هو وضع الطفل في المدرسة ؟
   • ما هو مستوى ذكاء الطفل ؟
   فإما أن يكون سلوك الطفل : نتيجة طبيعية لظرف غير طبيعي أو وراثي من أحد الأبوين أو عائلتيهما ، أو سلوك متعلّم ومكتسب من المحيط به.
   
   ما رأيكم بهذه العبارات ؟!
   
   • الطفل لا يفهم ..
   • الطفل ينسى ولا يتأثر ..
   • الطفل لا يُصاب بالمرض النفسي..
   
   والجواب: الطفل يفهم ولكن أكثر وغير مما نتوقع ، وقد ينسى تفاصيل الحدث ولكن المشاعر المؤلمة تبقى مرتبطة بالمواقف ، والطفل يُصاب بالمرض النفسي.
   
   تساؤل
   
   • قد يقول قائل : أجدادنا و آباؤنا الذين لم يتعلموا فنون التربية الحديثة ولم يقرؤوا كتاباً واحداً فيها تراهم ربوا جيلاً كاملاً ، لماذا الآن ننظر للتربية على أنها عملية معقدة بحاجة للدراسة والقراءة؟!
   الجواب:
   اسأل نفسك أيها الأب الفاضل.. أيتها الأم الفاضلة
   • من هو الطفل الذي تريد صناعته ؟!
   • ماذا تريد من طفلك ؟!
   أن يكون مؤدباً .. محترماً .. متديناً .. مجتهداً .. يدرس كثيراً .. صحيح البدن .. إلخ
   قد تستطيع أن تصل بطفلك إلى هذا المستوى!
   وما أكثر الرجال المؤدبين المحترمين المتدينين صحيحو البدن ومنهم الأطباء و المهندسين و .. و
   ولكن أين المبدعين؟!
   هدف هذه الدورة هو صناعة الطفل المبدع.. هو الطفل الذي نريد!
   قد تنجح بوسائل التربية العمياء المتبعة في مجتمعنا كالضرب و الإهمال و الإجبار أن تصنع إنساناً مؤدباً متعلماً .. لكنك لن تصنع تلك الشخصية المبدعة التي تفرض وجودها و شخصيتها على ساحة الوجود البشري ..
   يقول الشيخ عائض القرني : (( الشعوب لا تقاس بكثرة السكان, لكن بجودة الأفراد
   ولا تمدح بالكم, لكن يثنى عليها بالكيف ، نحن قوم يصل أبناء بعضنا إلى ثلاثين طفلا
   يلعبون (البلوت) ويأكلون (الفص فص) ، والأمريكان عند الواحد منهم طفلان
   أحدهما نزل على سطح القمر, والثاني يعتزم الوصول إلى المريخ!! ))
   
   
   
   (5) كنوز في نفس الطفل حافظ عليها أيها المربي
   
   
   1. الشعور بالأمان Secure
   2. الشعور الاستقلالية Autonomy والقدرة على الاعتماد على الذات
   3. القدرة على التعاطف Empathy مع الآخرين
   4. تقدير الذات Self Esteem واحترامها والشعور بالقيمة
   5. الشعور بالانتماء Identity يبدأ بالانتماء للأبوين والأسرة، ثم العائلة أو القبيلة ، ثم أرض المنشأ ، ثم الوطن ، ثم الأمة ..
   
   
   المهارات النفسية في التعامل مع الاطفال
   
   1. المهارة الأولى في التربية : التربية هي تنمية ، وقيادة للتنمية
   التربية للطفل هي قيادة للطفل: لأنك حين تقود مركبةً لا تبدل بها شيئاً وإنما تقودها إلى الطريق السليم، وكذلك قيادة لهذا الطفل عندما تربيه.
   التربية للطفل هي تنمية للطفل: التربية من ربّى أي نمّا أي هنالك شيء موجود ونقوم بتنميته عند الطفل ولا نضيف شيء.
   فالتربية هي القيادة للتنمية والتنمية للقيادة ، وهذا هو مفتاح هذه المركبة ..
   
   
   
   مثلث المهارات النفسية في التعامل مع الاطفال
   
   
   • الضلع الأول: مهارة فهم الطفل وألغاز سلوكياته

   • الضلع الثاني: مهارة العدالة مع الطفل وبناء القانون الواقعي

   • قاعدة المثلث: مهارة إشباع نفس الطفل بدون شروط
   
   
   الضلع الأول: مهارة فهم الطفل وألغاز سلوكياته
   
   
   2. انتبه! الطفل يفهم أكثر مما نتوقع
   3. انظر للعالم بعيني طفلك
   4. اللعب للطفل : راحة وتنفيس وتقوية للعلاقة
   5. أيها المربي ! ركّب أذن الفيل وفم بعوضة
   6. من الفهم لنفس الطفل أن يكون عقب السلوك السيئ مباشرةً دون تأجيل
   7. من الفهم لنفس الطفل أن يكون شكل العقاب مختلف حسب نوع السلوك ودرجته فالجزاء من جنس العمل
   8. من الفهم لنفس الطفل أن الطفل يحتاج وقتاً حتى يعتاد الأسلوب الجديد يتراوح ما بين 3-6 أشهر، حسب المربي أولاً والطفل ثانياً. وخلالها يكون العمل على سلوك المربي أولاً حتى يتعدّل سلوك الطفل
   
   
   الضلع الثاني: مهارة العدالة مع الطفل وبناء القانون الواقعي
   
   9. فصل سلوك الطفل عن شخص الطفل
   • تبيان خيارات اتفاق وذلك قبل الحدث ، ثم تذكير بالاتفاق قبيل الحدث ، ثم تطبيق فوري للاتفاق بعد الحدث
   10. من العدالة مع الطفل أن يكون هنالك وقاية من السلوك السيء قبل أي موقف ، وذلك بتبيان للسلوك الجيد والسلوك السيئ مع شرح كافي لنتائجهما، واتفاق واضح
   11. من العدالة مع الطفل أن يملك الطفل الاختيار: أي أن يكون العقاب نتيجة لاختيار الطفل لسلوك محدد بعد أن سبقت الموقف بتبيان واتفاق
   12. من العدالة مع الطفل احترام شخص الطفل وخصوصيته : بأن يكون العقاب بعيداً عن أنظار كل الناس، أي بينك وبين الطفل فقط
   13. أفضل أنواع العقاب الجيد هو العزل المؤقت ، وله أنواع:
   • العزل المكاني: يقدر كل عام من عمر الطفل بدقيقة عزل. ( كرسي العقاب ، في زاوية الغرفة ، في غرفة لوحده ، في السيارة ... )
   • العزل النفسي العاطفي: قطع العلاقة بينه وبين الأبوين والإبقاء على العلاقة الروتينية ( أطعمه ، أعطيه كل احتياجاته ولكن دون أي تواصل عاطفي)
   • العزل الجسدي: أثبته في حجري ، أو أثبت يديه وانظر في عينيه لمدة دقيقة معاتباً
   • إن العقاب لا يؤتي ثماره إذا كانت العلاقة بين الطفل والمربي سيئة ومضطربة، ويشعر فيها الطفل بمشاعر سلبية تجاه المربي كمشاعر الكره أو الخوف أو مشاعر متناقضة ما بين الحب والكره. لذلك ابدأ بتحسين العلاقة ثم طبق العقوبة
   ولكن كيف أجود وأمتن العلاقة النفسية بيني وبين طفلي ؟!
   والجواب عبر المهارة التالية
   
   
   قاعدة المثلث: مهارة إشباع نفس الطفل بدون شروط
   
   الحاجات الخمس الأساسية لإشباع نفس الطفل
   • الحب غير المشروط
   • الاحترام لشخصه مهما فعل
   • التقدير لما يفعله ويبدعه
   • الحرية بضوابط
   • الراحة
   
   14. من الحب للطفل أن يكون العقاب موجه لسلوك الطفل وليس لشخصه
   بل يجب أن تصله رسالة مفادها: سلوكك غير جيد وغير محبوب وتستطيع أن تغييره، وأنا دائماً محبوب وبغير شروط.
   15. من الحب للطفل أن أبتعد عن الصراخ والضرب والشتم وعبارات التبرؤ ( لست ابني ، لم أعد احبك ... ) ، وكذلك عبارات المقارنة مع إخوته.
   16. أعطِ للطفل 20 دقيقة صافية بعيدة عن المشوشات
   
   
   تم شرح المهارات السابقة بالتفصيل مع استعراض لبعض المشاكل السلوكية وكيفية التعامل معها من خلال تطبيق عملي للمهارات السابقة، وتم استقبال أسئلة وتعليقات الحضور.

ودمتم بكل خير ... مع تحياتي
د/ ملهم زهير الحراكي